logo

logo

logo

logo

logo

بدر الدين بن أبي بكر (تربة-)

بدر دين بن ابي بكر (تربه)

-

بدر الدين بن أبي بكر (تربة -)

صخر العلبي

 

تقع هذه التربة في محلة «جسر السلاحف» التي امتدت خارج السور الغربي لمدينة حلب القديمة بين باب الجنان وباب أنطاكية؛ ومجرى نهر قويق الذي ارتبط بتاريخ المدينة وانساب في حضرة سورها الغربي، ثم أزيلت على بكرة أبيها أوائل ثمانينيات القرن ٢٠م، ولم يبقَ منها سوى مئذنة جامع قامت هناك لتذكر ربما بتلك المحلة والمحلات السكنية الأخرى التي انتشرت خارج سور المدينة الغربي وشكلت جزءاً لا يتجزأ من عمران حلب القديمة.

ويعود تاريخ هذه التربة إلى القرن ٨هـ/١٤م؛ إذ تتفق جميع المصادر المعنية بحلب القديمة على أن الأمير بدر الدين بن أبي بكر أحد أعيان المدينة في النصف الأول من ذلك القرن (ت: ٧٤٢هـ/١٣٤١م) قد قام قبل وفاته ببناء مسجد في المحلة المذكورة أعلاه، أراد أن يوارى الثرى في رحابه بعد مماته، وأجرى له وقفاً لا بأس به كان يقع على مقربة منه.

وقد عُرف هذا المسجد- الذي ضم تربة بانيه فيما بعد- بجامع البدري نسبة إلى بانيه الأمير بدر الدين، ثم عُرف في أواخر القرن ٩هـ/١٥م بجامع أبي بكر الفوعي، ثم عُرف في القرن ١٠هـ/١٦م بجامع الفوعي، ثم سمي إبان القرن الـ ١٤هـ/٢٠م بجامع أولاد (أبناء) أبي بكر أو مسجد أولاد أبي بكر.

إن هذا المسجد الذي سمته العامة مسجد (أو جامع) أولاد أبي بكر لم يكن في الحقيقة- كما يذكر طلس- سوى تربة الأمير بدر الدين بن أبي بكر التي بقيت لأكثر من ستة قرون تقارع عوادي الزمن وطوفان نهر قويق الذي قامت على مقربة منه، ولم يفصل بينها وبين النهر سوى دار اندرست أوائل القرن ٢٠م، وتحولت إلى عرصةٍ أيام الطباخ (ت: ١٣٧٢هـ/١٩٥١م) استولى عليها المجلس البلدي، ولا يزال من الممكن على ضوء ما سبق تحديد موقع هذه التربة على الرغم من تغير معالم المنطقة برمتها الذي رسَّخه انقطاع تدفق نهر قويق.

وهذه التربة قامت- مثل أي مبنى من مباني حلب القديمة- حول صحن امتدت على طوله؛ في الغرب منه مصطبة ضمت ستة قبور توسطها قبر الواقف (باني المسجد) على الأرجح، وفي شمال الصحن امتدت مصطبة أخرى تحولت أوائل القرن الـ ٢٠م إلى حيز تزرع فيه الخضار، وفي شرقي الصحن امتدت عرصة كانت تزرع فيها الخضار أيضاً. أما جنوبي الصحن فقد قام مصلى صغير يوجد في ضلعه الجنوبية شباكان وباب تربعت فوقه مئذنة بارتفاع ٤ أذرع. وقد أدى رفع مستوى الطريق المحاذي لهذا المسجد في هذه الجهة إلى سد الشباكين ونصف فتحة الباب، ولم يكن لهذا المصلى من فتحات أخرى سوى شباكين في جداره الشمالي، لذلك لم يكن داخله مريحاً لانتشار العفونة وقلة التهوية، وكان للمبنى باب في الجهة الغربية توضع كما يبدو بين المصلى والمصطبة التي قامت هناك.

مراجع للاستزادة:

- محمد راتب الطباخ، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (دار القلم العربي، حلب ١٩٩٢م).

- محمد أسعد طلس، الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب (منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٥٧م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58491444
اليوم : 63958