logo

logo

logo

logo

logo

تودخالياس

تودخالياس

Tudhaliyas - Tudhaliyas

 تودخالياس

تودخالياس

 

أشهر أسماء ملوك الحثيين في هذا العهد الامبراطوري هو اسم تودخالياس Tudḫaliyas، وهو اسم لأربعة ملوك كان لهم دور كبير في العهد الجديد للامبراطورية الحثية مع أن هناك تضارب في المعلومات النصية عن أول ملكين، ولكن عموماً كان لهما الدور الأساسي في استعادة الامبراطورية الحثية لقوتها بعد فترة من الوهن والضعف.

تودخالياس الأول Tudḫaliyas l (1430– 1410 ق.م) هو مؤسس السلالة الجديدة للملوك الحثيين. حاول هذا الملك إعادة بناء المملكة وتوسيعها فاتجه إلى الجنوب والشرق وحاول السيطرة على كيليكية وشمالي سورية، واستطاع تدمير مدينة حلب وسيطر على أراضٍ من شمالي مملكة ميتاني [ر] الحورية الصاعدة التي كانت نهضتها مشكلة جديدة من مشاكل المملكة الحثية.

تودخالياس

بعد تودخالياس الأول وصل إلى الحكم ملكان الثاني منهما تودخالياس الثاني Tudḫaliyas ll (1400 – 1390 ق.م) ابن الملك حاتوشيلي الثاني ، الذي ذكر في عدة نصوص على رقم طينية من حاتوشا وحاول التوسع في عدة جهات، وبعده يأتي تودخالياس الثالث (1380– 1370 ق.م)- أو كما يطلق عليه تودخالياس الصغير- الذي حكم لمدة قصيرة وقضى معظم عهده في محاولة إرجاع الأقاليم التي خسرتها الامبراطورية الحثية في نزاعاتها مع القوى المحيطة. وأغلب الظن أنه هو الذي شيَّد الجدار الضخم إلى الجنوب من العاصمة حاتوشا وأقام تحصينات دفاعية أخرى لحمايتها، وبعد ذلك تفرغ لتصفية حسابه مع مملكة ميتاني التي يعتقد أنها مسؤولة عن سوء الحالة التي وصلت إليها المملكة في الجيل السابق.

باءت غزوات تودخالياس الثالث الأولى بالإخفاق، لكنه بعد أن درس المنطقة وسيطر على القبائل المتحكمة بجبال طوروس شمال سورية وارتبط معهم بصلة نسب؛ زحف عبر الجبال وعبر الفرات واستطاع أن يباغت ميتاني وينقض على عاصمتها واشوكاني Waššukanni، ولكنه قتل لاحقاً على يد كبار ضباطه، وخلفه في الحكم ابنه شوبيليليوماس الأول Suppiluliumas I في نحو 1370 ق.م.

بعد هذا الملك تعاقب على عرش الامبراطورية الحثية ستة ملوك إلى أن وصل الحكم إلى تودخالياس الرابع (1245- 1215 ق.م) الذي يعد من آخر ملوك الامبراطورية الحثية الأقوياء الذين عملوا على توسيع الامبراطورية، فبعد توليه الحكم حاول إكمال إصلاحات سلفه فقام بإصلاح هيكل المؤسسة الدينية وبنى السدود على الأنهار ودعم التحصينات حول العاصمة، وعمل على الحد من نفوذ الآشوريين الذين تنامت قوتهم واستطاعوا احتلال مناطق من الامبراطورية الحثية، فتحالف مع ابن عمه كورنتا لمواجهتهم لكنهما أخفقا في ذلك.

كانت للملك تودخالياس الرابع علاقات جيدة مع مملكة أوغاريت في سورية حيث وجدت نصوص كثيرة تدل على العلاقات الودية والتجارية والسياسية الوثيقة لهذا الملك مع أوغاريت، وكانت هذه العلاقات مبنية على استمرار تحالف ملوك أوغاريت مع الحثيين ووقوفهم إلى جانبهم مما أعطاهم امتيازات من أهمها تعهد ملوك الحثيين بدعم حكم الملك الأوغاريتي. وكان ولاء الملك الأوغاريتي للحثيين يؤدي دوراً مهماً في تثبيت ملكه، وهذا ما حدث مع الملك الأوغاريتي اميشتميرو الثاني Amštmeru II مع الملك الحثي تودخالياس الرابع؛ إذ إن هناك نصاً من أوغاريت (17.352 ر س) يتضمن معلومات عن محاولة انقلاب على الملك الأوغاريتي اميشتميرو الثاني، وهذا ما أدى إلى تدخل ممثل الملك الحثي تودخالياس الرابع في الموضوع. ولاحقاً حدث تدخل من قبل الملك الحثي نفسه لحماية الملك الأوغاريتي من الانقلاب، ونفي أخوه قائد الانقلاب خارج أوغاريت.

لم تكن أوغاريت المملكة الوحيدة التي لها علاقات مع الملوك الحثيين، فقد كانت لمملكة كركميش علاقات أوطد مع الحثيين في الجوانب العسكرية والتجارية؛ إذ كان ملوك كركميش يعدون أتباعاً للملك تودخالياس الرابع في المنطقة فيجمعون له الضرائب من الممالك السورية الأخرى ويرسلونها إلى العاصمة الحثية حاتوشا. وينسب إلى الملك تودخالياس الرابع الموقع الديني يازيليكايا Yazilikaya - شمال- شرق بوغازكوي (موقع العاصمة الحثية حاتوشا)- الذي وجد فيه الكثير من المنحوتات الصخرية بمواضيع دينية منها ما يمثل الآلهة والإلهات والملوك الحثيين. وفي إحدى هذه المنحوتات يظهر الملك تودخالياس الرابع مع كبير الآلهة الحثية شاروما Šarruma (إله الشمس) ويظهر الإله بحجم أكبر من حجم الملك وهو يضع يده اليسرى حول كتف الملك تودخالياس التي يظهر منه كتفه وجانب وجهه الأيسر مرتدياً الملابس الملكية.

بعد موت الملك تودخالياس الرابع تسلّم ابنه أرنواندا الثالث Arnuwanda III الحكم لمدة خمس سنوات (1215– 1220 ق.م)، ثم تسلم الحكم الابن الثاني لتودخالياس الرابع وهو شوبيليليوماس الثاني حتى عام 1200 ق.م، وهو تاريخ انهيار الامبراطورية الحثية تحت وطاة هجمات شعوب البحر الذين دمروا الممالك في الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وبذلك انتهى وجود الامبراطورية الحثية التي سيطرت على مناطق واسعة من آسيا الصغرى وشمالي سورية، وكانت لها علاقات ودية أحياناً وعسكرية أحياناً أخرى مع مختلف الممالك والقوى وخصوصاً الممالك السورية على حدود الامبراطورية الجنوبية.

خالد حياتلة

مراجع للاستزادة:

- محمد علي سعد الله، تاريخ سورية القديم (دمشق 2007م).

- توفيق سليمان، حضارات غرب آسيا القديمة: منذ أقدم العصور حتى عام 1190 قبل الميلاد (بنغازي 1973م).

- هشام الصفدي، تاريخ الشرق القديم (دمشق 1975م).


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 58492012
اليوم : 64526