logo

logo

logo

logo

logo

تذيل النصوص

تذيل نصوص

Colophones - Colophones

تذييل النصوص

عماد سمير

 

التذييل Colophon هو في علم الآشوريات؛ ما يسجله الكاتب في نهاية اللوح المسماري على نحو منفصل عن النص الأصلي. وكلمة «كولوفون» Colophon إغريقية الأصل وتعني «قمة، ذروة». ويضم التذييل في النصوص المسمارية عموماً ثلاثة عناصر رئيسية هي: اسم الكاتب، التاريخ، مكان كتابة اللوح أو البلدة التي كتب فيها اللوح. ولكن هناك ألواح لا تحمل تذييلاً، وبعض الألواح يُترك فيها واحد من العناصر المذكورة آنفاً.

لقد عثر على النصوص المذيلة باسم الكاتب منذ عصر نصوص فاره (نحو 2600 ق.م)، وكذلك في نصوص أبو صلابيخ، وكلا الموقعين في جنوبي العراق. من أشهر من ذيلت الألواح باسمها من النسا كانت الكاهنة إينخيدو-أنّا Enkhedu-anna ابنة الملك سرجون (شروكين) الأكّادي، وكاهنة إله القمر نانّا Nanna في مدينة أور؛ والتي ألّفت أناشيد في تبجيل الإلهة إنانّا. وممن ذيلت باسمه الألواح من الملوك آشور بانيبال ملك آشور. وممن عرف من كتبة النصوص الأدبية من مكتبة آشور بانيبال في نينوى سين-ليقي-أُنّينّي Sin-liqi-unninni ناسخ ملحمة جلجامش، ولو-نانّا Lu-Nanna ناسخ ملحمة إتانا. بعض النصوص نسبت إلى الإله أيا أو إلى الحكيم أدابا. لم يكتب الكتبة في التذييل خلال العصور المتأخرة أسما هم وأسما آبائهم فقط، بل أيضاً اسم أحد أجدادهم الذي يعد المؤسس الأول لسلالة الكتّاب التي تحدر منها كاتب اللوح. ويعبّر الكاتب عن نفسه في التذييل بعبارة dubsar وتعني «الكاتب»، ويرد كذلك اللقب dubsar tur «الكاتب الصغير». ممن حمل هذا اللقب نور-أيا Nur-Aya الذي نسخ قصة أترا-خاسيس. ويمكن- كذلك- أن يستخدم اللقب mašmaššū «طارد الأرواح» للدلالة على محرر اللوح.

تذيّل النصوص كذلك بالتاريخ، ويأخذ التاريخ الترتيب التالي: الشهر، اليوم، السنة. كانت السنة تسمى في بابل خلال العصر البابلي القديم بحادثة مهمة حدثت في العام نفسه، أو في العام السابق. أُرّخت النصوص الآشورية بـ »ليمّو» (Limmu) ويكون عادة اسم أحد كبار الموظفين في البلاط الآشوري؛ كذلك أُرّخت السنوات في ماري باسم شخصية ذات مكانة عالية في البلاط. أما في العصر الكاشي فأُرخت السنوات بسنوات حكم الملك، وبقيت هذه الطريقة مستخدمة حتى القرن الرابع ق.م، وفيما بعد أُرخت السنوات بالعام الأول من حكم الأسرة السلوقية الذي بدأ سنة 311 ق.م.

هناك عناصر أخرى يمكن أن تكتب خاصة في تذييل النصوص الأدبية والعلمية ونصوص الشعائر الدينية. يمكن إجمال هذه العناصر بما يأتي: السطر المفتاح، رقم اللوح في السلسلة، عدد الأسطر في اللوح، اكتمال اللوح (AL.TIL/NU AL.TIL = qa-ti/ ú-ul qa-ti)، الأصل الذي نسخ عنه اللوح أو عبارة «نسخ ودقق وفقاً للمصدر». فضلاً عن ذكر اسم الكاتب واسم عائلته يذكر أحياناً اسم مالك اللوح، المكتبة التي ينتمي إليها النص، الهدف من كتابة اللوح، أمنيات الكاتب، اللعنات على الذين يخربون اللوح وابتهال.

يستخدم السطر المفتاحcatch-line إذا كان اللوح جز اً من سلسلة من الألواح، ويتطابق هذا السطر مع السطر الأول من اللوح التالي أو على الأقل مع الكلمة الأولى من اللوح التالي. الهدف من ذلك هو تسهيل القرا ة من لوح إلى آخر، أي ربط الألواح بعضها ببعض. وللتذييل من هذا النوع أهمية كبيرة في دراسة النصوص الأدبية والعلمية لأنه يحدد مكان اللوح ضمن سلسلة من الألواح ويعطي صلة اللوح باللوح الذي يليه.

إن الجملة الأكثر وروداً في التذييل هي: «كتب ودقق وفقاً للأصل ونسخ»، وهذه الجملة يسجلها الكاتب عندما يقوم بنسخ اللوح، ويسجل في بعض الأحيان المصدر الأصلي للوح، واسم مدقق النص. وعلى الأغلب يكون أصل اللوح من الخشب وقد استعمل الشمع لنسخه. في بعض الحالات يذكر أصل الأصل، والذي قد يعود إلى أكثر من ألف سنة سابقة. وقد يستعمل الكاتب أكثر من مصدر لكتابة لوحه، وتسجل النصوص اسم مالك اللوح الذي قد يكون أبا الكاتب والذي تتلمذ الكاتب له.

يذكر الكاتب كهدف من كتابة اللوح «القرا ة والدراسة» أو «التعلم» أو «إطالة عمر» الكاتب أو «لحياة نفسه» أو «لسلام الذرية» أو «لسماع صلاته». كذلك هناك أمنيات الكاتب، كأن يتمنى من القارئ أن يعتنى باللوح، أو يتمنى من الآلهة مكافأته، ويهدد من يسرق اللوح أو يخربه باللعنات، مثل: «نابو ونيسابا سيقرران أنّ من يسرق هذا اللوح سيصاب بالصمم»

عرفت في بلاد آشور وفي سورية أيضاً في العصر الآشوري الحديث ظاهرة تذييل النصوص المسمارية بعبارات آرامية مختصرة تتحدث عن طبيعة الوثيقة، مثل: «الوثيقة تخص الأمة ...» أو «نص فلان ....» والهدف من ذلك تمييز الوثائق من بعضها. وقد كتب بعض هذه الملاحظات بالحبر.

التذييل في نصوص أوغاريت: عرف التذييل في نصوص أوغاريت. يسجل أحد ألواح أسطورة بعل التذييل الآتي: «الكاتب: إيل-ملك، تلميذ أتّينِ العرّاف، (كاهن) ثاعي نقمادو ملك أوجاريت». وهذا الكاتب هو الذي نسخ أيضاً النصوص الأدبية الأخرى في أوغاريت مثل قصتي أقهات وكيرت.

التذييل في نصوص إيبلا: ذيّلت النصوص الإدارية في محفوظات إيبلا بالتاريخ (الشهر أو السنة) الذي كتب على الحافة العليا للوح بغية تسهيل الوصول إليه عند الطلب. وقد سميت السنوات بأحدث مهمة بالنسبة إلى القصر الملكي، مثل: «........سنة ميلاد يرحق-دامو»

ترد أنواع أخرى من التذييل في النصوص المعجمية وبعض النصوص الأدبية، يذكر فيها اسم الكاتب، وقد يضاف إلى ذلك اسم معلمه، اسم عميد المدرسة، اسم الشخص الذي كتب بحضوره اللوح، عنوان اللوح، مناسبة كتابة اللوح وابتهال للآلهة. والأمثلة الآتية توضح ذلك: «آزي كتب (بحضور) إبطور-إيشار العارف بالألواح، (و) الشيخ داماد-إيل الخبير (العميد)، آزي»، و»(لوح) أسما المدن، تيرا-إيل كتب (بحضور) آزي العارف بالألواح، إنّا-إيل الضامن». و»تيرا-إيل كتب (بحضور) إبطور إشار الخبير، بمناسبة خروج الكتّاب من ماري»، «إنّا-إيل الكاتب»، «المجد لأوتو، إنا-إيل الكاتب، (بحضور) إرأ-إيل العارف بالألواح»، و»المجد للإله زابابا + (أسما خمسة من الكتبة)»، و»أنشأه الكاتب (من) كيش يشمع-إيـ(ل)».

عموماً يتفق تذييل النصوص المعجمية في إيبلا مع النصوص المعجمية في فاره وأبو صلابيخ، ولكن تظهر في إيبلا العبارتان dub zu-zu أي «العارف بالألواح» و um-mi-a أي «العميد».

مراجع للاستزادة:

- H. HUNGER, Babylonische und assyrische Kolophone, (Neukirchen-Vluyn 1968).

- E. LEICHTY, The colophon, in: Studies Presented to A. Leo Oppenheim, eds. R. D. Biggs & J. A. Brinkman. (Chicago, 1964), pp. 147-155.

- C. B. F. WALKER, Cuneiform, (University of California Press 1987), pp. 36-38.

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58492066
اليوم : 64580