logo

logo

logo

logo

logo

بهادر آص (تربة-)

بهادر اص (تربه)

-

بهادر آص (تربة - ) 

زكريا كبريت

 

تقع تربة الأمير بهادر آص جنوب غربي دمشق القديمة خارج سورها، في منطقة الشاغور عند الزاوية الشمالية الغربية لمقبرة الباب الصغير [ر] بين شارع البدوي وشارع الميدان، يحيط بها تربة مصطفى لالا باشا شمالاً (مردم بك) ضمن سور مشترك؛ ودارا القرآن الأفريدونية [ر] والصابونية [ر] غرباً؛ ومقام أويس جنوباً.

وهي مشيّدة مملوكية، أنشأها الأمير بهادر آص سنة 721هـ/1321م، وهو الأمير الكبير سيف الدين أبو محمد بهادر بن عبد الله المنصوري الناصر. كان أمير ألفٍ ورأس ميمنة الشام، وهو أكبر الأمراء بدمشق لا يتقدم عليه أمير... وكان القائم بأمر السلطان الملك الناصر محمد في الكرك، وُلّي نيابة صفد سنة 711هـ/1311م، وكان معروفاً بالبر والصدقة والإحسان؛ مُحبّباً إلى العامة، اجتمعت له الدنيا بجميع جوانبها. تُوفِّي سنة 730هـ/1329م بداره المشهورة داخل باب توما، ودُفن بتربته التي أنشأها خارج باب الجابية، ثم دُفن إلى جانبه ابنه الأمير تقي الدين عمر سنة 731هـ/1330م.

 والتربة حالياً- بعدما تعّرضت للكوارث الطبيعية والتعديات البشرية- لم يتبقَّ منها سوى قسم من جدرانها ولوحاتها التأريخية وقبرين مهملين؛ فقد سقطت القبة، ولم يَعُد ظاهراً سوى جزء من رقبتها في أعلى الجدار الجنوبي، ومازالت التعديات مستمرة عليها.

قبر الأمير

مسقط التربة شبه مربع (6.00×5.90م)، يتوسطها قبرا الأمير بهادر وابنه عمر (1.08×0.72×0.65م). لها ثلاثة مداخل؛ فأما الأول فهو غربي بعرض 1.13م، يَعلوه ساكف مستقيم يتوسطه نقش كتابي، عن يمينه ويساره وردتان، ونصّه:

 «المسجد المعمور والتربة المباركة العبد».

نص ساكف المدخل الغربي

مما يُستنتج من النص أن المشيدّة كانت تربة ومسجداً؛ اندثر المسجد من الجهة الشرقية، وبقيت جدران التربة.

وأما المدخل الثاني فهو شمالي مماثل للغربي غير أن نصّ ساكفه هو استمرار للنص الأول:

«الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه بهادر اص الملكي».

نص ساكف المدخل الشمالي

وأما المدخل الثالث فهو شرقي مماثل، ونصّ ساكفه هو استمرار للنص الثاني:

«الناصري وذلك في شهور سنة واحد وعشرين وسبعماية».

نص ساكف المدخل الشرقي

وواجهات التربة الخارجية الغربية والشمالية والشرقية متماثلة، غير أن الشمالية منها تستمر للجزء المتهدم، وهي مبنية من مداميك الحجر الكلسي الكبير، تنتهي بإفريز حجري بسيط تعلوه القبة المتهدمة، وأما واجهة التربة الجنوبية فهي ملتصقة بالجوار.

وواجهات التربة الداخلية لا يظهر من عناصرها المعمارية والزخرفية سوى خزانتين جداريتين في الحائط الجنوبي؛ عن يمين المحراب ويساره الذي تحول إلى خزانة جدارية أيضاً، وهناك خزانة جدارية أيضاً في الطرف الغربي للحائط الشمالي.

رقبة القبة المتهدمة

وأما الجزء الجنوبي المتبقي من رقبة القبة فهو يُظهر أنها كانت مبنية من الطوب القرميدي، وتحتوي رقبتها على حنيات ذات عقود مدببة، ضمنها فتحات مصمتة معقودة بعقد مدبب أيضاً.

مراجع للاستزادة:

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (مطبعة الترقي، دمشق 1951م).

- عبد القادر بدران، منادمة الأطلال ومسامرة الخيال (المكتب الإسلامي للطباعة والنشر، دمشق 1960م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1036
الكل : 58505744
اليوم : 78258