logo

logo

logo

logo

logo

بدران (عبد القادر-)

بدران (عبد قادر)

-

بدران (عبد القادر -)

(١٢٦٥ - ١٣٤٦هـ/ ١٨٤٨ - ١٩٢٧م)

أكرم العلبي

 

هو عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بدران الدوماني الدمشقي، علاّمة، فقيه، مُحَدّث، محقّق، شاعر، من أعيان العلماء المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري.‏ كان سلفي العقيدة فيه نزعة فلسفية، ولي إفتاء الحنابلة في الشام وكان المرجع في المذهب، وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار في مباني دمشق القديمة وذلك في القرن ١٤هـ/٢٠م.

ولد ببلدة دوما في ريف دمشق، وأخذ العلم عن بعض علمائها وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي، وانتقل إلى دمشق واشتغل بالمطالعة في جميع الفنون، مع شيء من الاهتمام الخاص بالفقه والحديث النبوي والتاريخ والتراجم، ودرَّس العلوم الشرعية لطلبة العلم في المسجد الأموي ومدرسة عبد اللّه باشا العظم في البزورية، وكان ينام فيها ويتقوت من راتب خصص له من دائرة الأوقاف بدمشق. وكان صحيح العقيدة فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهرة، قانعاً بالكفاف، لا يهمه الملبس أو المأكل، وانصرف إلى التأليف والاختصار والتحقيق والبحث عما بقي من الآثار في المباني الدمشقية القديمة، وذكر تلميذه خير الدين الزركلي أنه كان أحياناً يستعير سلّماً خشبيّاً ويدور به على مساجد دمشق ومدارسها وزواياها وخاناتها ويصعد عليه ليقرأ أو يدوِّن كتابة على جدار أو اسماً فوق باب من الأبواب، وبقي كذلك حتى مرض.

كان حرباً على أصحاب الطرق الصوفية؛ فحملوا عليه وحاربوه، فانتصر له جمع من العلماء في الشام ممن كانوا يرون أنه على حق، أمثال العلاّمة الشيخ جمال الدين القاسمي، والعلاَّمة الشيخ طاهر الجزائري؛ وكانا يحثَّان الناشئة على حضور مجالسه والاغتراف من زاده العلمي. وقد تأثر به جمع من أهل العلم والأدب بدمشق وغيرها، أمثال العلاَّمة الشيخ محمد بهجة البيطار، والعلاّمة الأديب المؤرخ خير الدين الزركلي، والعلاّمة المؤرخ الشيخ محمد أحمد دهمان، وغيرهم.

كان عازباً، فلم يتزوج ولم ينجب لانصرافه لطلب العلم ونشره. نظم كثيراً من الشعر، ومما نظمه قصيدة همزية عقب زيارته المغرب يفضل بها مناظر المشرق حيث قال:

«من قال إن الغرب أحسن منظراً        فلقد رآه بمقلة عمياء»‏.

خلّف بدران مؤلفات واختصارات وتحقيقات وتعليقات كثيرة، فمن مؤلفاته المهمة:

- «منادمة الأطلال ومسامرة الخيال» وهو تاريخ حافل للمعاهد والمدارس والمساجد بدمشق وما يتصل بها.

- «المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل» وهو مسرد مهم لفنون المذهب الحنبلي وما ألف فيه وما خلّفه علماؤه على مرّ الأيام، ومن اختصاراته وتحقيقاته المهمة:

- «تهذيب تاريخ دمشق» لابن عساكر في ثلاثة عشر مجلداً مخطوطة في الظاهرية، وقد نشر منه سبعة مجلدات، وفيه تتجلى خبرته في قراءة المخطوطات وتحقيقها وضبط نصوصها والتعليق عليها، ويضم تعليقات مهمة كثيرة نثرها في مختلف المواطن منه، ويكفيه فخراً أنه أول من عرَّف الناس بقيمة «تاريخ دمشق»، ونقل نصوصه من المخطوط إلى المطبوع.

- «مورد الأفهام على سلسبيل عمدة الأحكام» شرح فيه «عمدة الأحكام» للحافظ عبد الغني المقدسي شرحاً وافياً.

وله مصنفات في الفقه والأصول والتراجم، ووضع بعض المؤلفات في التاريخ والآثار منها:

- «الكواكب الدرية في تاريخ عبد الرحمن باشا اليوسف»، صدر سورية وهو مطبوع.

- «منتخب النفائس في تهذيب المدارس»، ومنه نسخة مخطوطة في مديرية الآثار بدمشق، كما ذكر صلاح الدين المنجد.

- وثيقة رسمية في عدد مدارس دمشق وحالها سنة ١٣٢٨هـ/١٩١٠م، وضعه بتكليف من الشيخ عبد المحسن الأسطواني، وذكر فيه أوضاع مدارس دمشق ومن يقيم فيها من الطلبة نشره صلاح الدين المنجد.

أصيب آخر حياته بمرض الفالج، فنقل إلى المستشفى وظل فيها ستة أشهر، ثم خرج وتوفي بدمشق، وصلى عليه بعض تلامذته ومحبيه في المسجد الأموي، ودفن في مقبرة الباب الصغير.

مراجع للاستزادة:

- أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٢م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1056
الكل : 58492393
اليوم : 64907