logo

logo

logo

logo

logo

باخوس

باخوس

Bacchus -

باخوس

هيا الملكي

 

هو إله الخمر عند الرومان، يقابله الإله الإغريقي ديونيسوس Dionysus، كما أطلق عليه اسم ليبر Liber أحد آلهة الخمر الإيطالية في فترات لاحقة. وأغلب الأساطير الخاصة به مأخوذة من الأساطير الإغريقية تحت اسم ديونيسوس.

وباخوس هو ابن الإله جوبيتر Jupiter من سميلي Semele التي أحبها جوبيتر أكثر من زوجته الإلهة جونو Juno؛ مما أثار غيرة جونو التي اتخذت شكل مربية سميلي واقترحت عليها أن تتأكد من شخصية جوبيتر وتطلب منه أن يتجلى لها بكامل قوته، وعندما نفذ جوبيتر طلب سميلي أحرقتها نار صواعقه، فماتت سميلي وأنقذ جوبيتر الجنين باخوس، ووضعه في فخذه ليتغذى من دم جوبيتر حتى ولادته، ولما ولد باخوس عُهد بتربيته إلى خالته إينو Ino. وفي أسطورة أخرى يقال إن والد سميلي قدموس cadmos عرف عار ابنته، فوضعها وطفلها في صندوق، ورماهما في البحر، وعندما عثرت أخت سميلي على الصندوق كانت سميلي قد ماتت وبقي الطفل حياً، وبحسب الأسطورة هبط باخوس إلى العالم السفلي وصعد بأمه وجعلها خالدة في جبل الأولمب. وساهمت الجنيات وعرائس الغابات  Nymphaeوبعض القنطورات Centaurs في تربية إله الخمر. وكان الإله بان Pan والقنطورات والساتير Satyr من ضمن حاشيته، إضافة إلى الثياديات Thyiades (وهن النسوة المتفانيات في عبادته)، كما رافق إله الغابة سيلينوس Silenus الإله باخوس وعَلَّمه، وكان يشاركهما في الجولات السيليني Sileni وهم زمرة من آلهة الغابات يشبهون الساتير. ولم يتزوج باخوس إلا أريادني Ariadne ابنة ملك كريت، وحولها إلى خالدة وأنجبت له الأولاد. وكان القدماء في موسم جني الكرمة يحتفلون بأعياد باخوس ويقيمون الولائم وحفلات الرقص الصاخبة، وسمي المهرجان المخصص لباخوس بالباخاناليا Bacchanalia، واتصفت أعياده بالمجون.

وأتقن الإله باخوس الزارعة ولاسيما زراعة الكرمة وتقطير النبيذ؛ فأصبح إله الخمر والخصب في الطبيعة. ومن أساطيره أنه طاف العالم لنشر عبادته من جهة ولتعليم الناس زراعة الكروم من جهة أخرى، وهرباً من ملاحقة جونو الدائمة له، وشَبّْه بعضهم رحلاته بفتوحات الإسكندر المقدوني لأنها لم تتجاوز الحدود التي وصل إليها الاثنان، ومن ألقابه الإله المولود مرتين Dithyrambos، إله البهجة Polygethes، إله السرور Charma، إله الشعب Demotikos، الإله المحرر Lusios.

وبسبب مغامراته حول العالم ارتبط اسمه بعدد من الأساطير في أماكن مختلفة، وأخذ بعض الصفات الآسيوية، ومن أساطيره قصته مع ملك فريجيا ميداس Midas الذي ساعد معلم باخوس سيلينوس واهتم به مما دفع باخوس إلى تحقيق أمنية ميداس بأن يتحول كل ما يلمسه إلى ذهب، ولما عجز الملك عن الأكل والشرب طلب من باخوس استرداد الهبة فطلب منه باخوس الاستحمام بمياه نهر باكتولوس الذي تحولت رماله إلى ذهب.

ومن رموز باخوس الجدي، وصور على الأواني الإغريقية القديمة على هيئة رجل ملتحٍ وهو يركب مركباً مزيناً بالكرمة وتحيط به الدلافين وفقاً لأسطورته التي تتحدث عن خطف القراصنة له؛ مما أدى إلى ظهور نبات الكرمة والخمر على السفينة فخاف القراصنة ورموا بأنفسهم إلى البحر فتحولوا إلى دلافين، وفي رواية أخرى أن باخوس تحول إلى أسد ومزقهم ثم تحولوا إلى دلافين، لكن منذ القرن الرابع قبل الميلاد بدأ باخوس يصور أكثر شباباً ومرحاً أو طفلاً في بعض الأحيان.

وبالتالي كان باخوس يصور على هيئة رجل ملتحٍ أو على هيئة شاب، وهو ذات الأسلوب الذي اعتمده الفنان السوري، وعُثر على عدد من الآثار والمنحوتات التي تؤكد انتشار عبادة باخوس في المدن السورية كما في تدمر واللاذقية ودمشق، وكان له علاقة بأساطير بناء معبد هيرابوليس تحت اسمه الإغريقي، كما عُبد في أفامية وعُثر على منحوتة خاصة به في معبد تيخي Tyche، كما صوّر في أفامية وأنطاكية مع بطانته في أسطورته التي تتحدث عن نشره للخمر في العالم، أو كما في لوحة تمثل مباراة شرب الخمر بينه وبين الإله هرقل Hercules. وكانت الكرمة من أهم رموزه في سورية، بسبب اتصال عبادته بالكروم لأنه إله الزراعة الكبير ولاسيما عند الأنباط في جنوبي سورية مما ربط اسمه بالإله دوساريس Dushara (ذو الشرى)، حيث صور في معبد سيع مولوداً من عصير العنب، وفي السويداء هناك نقش بارز لباخوس يمثله حاملاً بيده عناقيد العنب ويظهر معه نسر الشمس وإلى جواره لوسيفر Lucifer ( نجم الصباح) وفسبر Vesper (نجم المساء)، مما يدل على أن الشمس حامية محاصيل العنب. وكانت أعياد باخوس من المواضيع الدينية التي صورت في حوران، وصور في تدمر على سقوف المقابر والمعابد رغم عدم ذكر اسمه على المذابح أو النقوش؛ مما يشير إلى ارتباطه بالناحية الفنية في تدمر أكثر من الناحية الدينية. ولم يكن باخوس من الآلهة الكبرى مما جعل معابده قليلة جداً، وتتقلص أحياناً لمستوى مصلى مخصص للأعياد السنوية، وأحياناً كانت له خلوات في معابد الإلهة فينوس.

ومن الملاحظ في التماثيل التي عُثر عليها في سورية لباخوس أنها كانت في أغلبها رؤوساً أو أقنعة، منها ما يعلق على الأشجار في فترة الاحتفالات، مثل الرؤوس في متحفي تدمر وبصرى، ومُثلت على رأس باخوس أوراق الكرمة وعناقيد العنب على شكل إكليل، وقد يكون ملتحياً أو شاباً يافعاً جميلاً، وقد يرتدي شملة معلقة على الكتف كما في القناعين في متحف دمشق، أما في تماثيله الموزعة في متاحف طرطوس ودمشق فكان يمثل عارياً إلا من الشملة على كتفه، وهو يحمل عناقيد العنب على يده أو كأس الخمر، وقد يظهر إلى جوار قدمه حيوان ممدد على الأرض، مما يؤكد وحدة تمثيله في سورية.

مراجع للاستزادة:

- ماكس شابيرو، رودا هندريكس، معجم الأساطير، ترجمة: حنا عبود (دمشق 1999).

- سهيل عثمان، عبد الرزاق الأصفر، معجم الأساطير اليونانية والرومانية (دمشق 1982).

- أ.أ نيهاردت، الآلهة الأبطال في اليونان القديمة، ترجمة : هاشم حمادي (دمشق 1994).

- T.M. WEBER, Sculptures from Roman Syria in the Syrian National Museum at Damascus, (Damascus, 2006). 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1034
الكل : 58491822
اليوم : 64336