logo

logo

logo

logo

logo

أهل الكهف (مسجد-)

اهل كهف (مسجد)

Ahl al Kahef Mosque -

أهل الكهف (مسجد -)

موفق دغمان

 

خصّ الله عزّ وجلّ أهل الكهف في القرآن الكريم بسورة كاملة، وهم الذين آمنوا بوحدانية الله وتمسكوا بدينهم وثبتوا على الإيمان، ويعتقد أنه عندما حاول الامبراطور ديوقلسيانوس Diocletianus (285-305م) إجبارهم على الكفر؛ فضلوا الفرار بدينهم ومواصلة السير في طريق الرشاد. فيما يخص مكان أهل الكهف فإن الآراء تتعدد وتتباين ولكن أكثر هذه الآراء اعتدالاً - كما جاء في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة - هو مدينة "أفسوس" أو"طرسوس"، ويمكن القول: إن جميع المصادر المسيحية على وجه التقريب تذكر أن "أفسوس" هي مكان الكهف الذي التجأ إليه الفتية المؤمنون، وأفسوس هي مدينة طرسوس كما ذكر فخر الدين الرازي.

وهناك من يرى أن أهل الكهف موجودون في منطقة المهاجرين في دمشق في سفح جبل قاسيون حيث توجد مغارة يقولون إنها مغارة أهل الكهف. ويبدو أن الخلاف قد حسم حول الموقع الحقيقي؛ إذ إن الآية (17) من سورة الكهف: {وَتَرَى الشَّمْسَ إذَا طَلَعَتْ تَّزَاوَرُ عن كَهْفِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ وإذا غَرَبَتْ تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهْ، ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ المُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ َتجِدَ لَهُ وَليِّاَ مُرْشِداً}. تنطبق تماماً على الكهف الموجود في الأردن. ويفهم من الآية الكريمة أنها لا تتحقق إلا إذا كان باب الكهف يتجه نحو الجنوب، وبالتالي فإن فجوة الكهف معرضة للشمس نحو 12 ساعة؛ أي طوال النهار. ويبدو أن المدينة المعنية هي فيلادلفيا وهو الاسم القديم لمدينة عمان حيث إن المسافة بينها وبين موقع أهل الكهف ليس بعيداً، وعليه فإن العديد من علماء بلاد الشام يرجحون أن موقع الكهف الصحيح هو في الأردن، وبجهود كبيرة تم تطوير الموقع، حيث تم بناء مجمع إسلامي كبير فيه، يضم داراً للقرآن ومصلى للرجال والنساء ومتحفاً وقاعة متعددة الأغراض. وقد اكتشف هذا الموقع جنوب شرقي عمّان سنة 1963م، وهو حالياً قرية الرجيب التي يقع فيها الكهف، وكان الاسم القديم لهذه القرية هو الرقيم مما يجعله متوافقاً مع ما ذكر في القرآن الكريم. قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ والرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجبَاً (الكهف: 9). ويوجد في الكهف ثمانية قبور وبالقرب من باب الكهف تم العثور على جمجمة كلب (الفك العلوي فقط) وكان حارسهم، كما أن الدلائل التي وجدت في الموقع تشير إلى أن أصحاب الكهف سبعة من بينهم الراعي؛ وثامنهم كلبهم، وقد دفن الكلب على عتبة الباب حيث كان يحرس، ولم يدفن في القبر الثامن، ولا يعلم بعد لمن القبر الثامن. وقد ذكر في القرآن الكريم: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعْهُمْ كَلْبُهمْ وَيَقُولُون خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمَاً بِالْغَيبِ وَيَقُولُون سَبْعَةٌ وثَامِنُهُمْ كَلْبُهُم ٭ قُلْ رَّبِّي أَعْلَمُ بِعدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إلا قَلِيلٌ فلا تُمَارِ فِيِهْم إلا مِرَاءً ظَاهِراً ولا تَسْتَفْتِ فِيهم مِنْهُم أَحَداً}(الكهف: 22).

منظر عام للمسجد والمدفن الأثري، والمسجد الحديث في الأعلى

يتوضع الكهف على سفح تلة تاريخية حيث يطل بواجهته الحجرية المنحوتة بتشكيل متناظر في الصخر، وهي مكونة من بوابة مستطيلة يرتكز على طرفيها عمودان بقاعدة وتاج يستند إليهما ساكف حجري. وعلى طرفي البوابة حنيتان بقوس نصف دائرية محاطة ببعض التزيينات، ويصعد إلى المدخل بدرجتين تفضيا عبر البوابة المذكورة إلى قاعة مركزية تتفرع عنها ثلاث حجرات مسقوفة بعقود برميلية. توجد سبعة مدافن حجرية في الحجرتين الشرقية والغربية مزينة بزخارف هندسية ونباتية. وتوجد فجوة مستطيلة تتصل من سطح الجبل (أرضية المسجد العلوي) بالحجرة الثالثة عمقها نحو 4 م، وهي مغلقة حالياً لحماية الزوار والكهف. وتغطي جدران الكهف الداخلية طبقة من الملاط الجيري عليها الكثير من الكتابات اليونانية والعربية إضافة إلى بعض الرسومات.

مدخل المدفن

حجرة دفن

الكوة

الموجودات الداخلية

حجرة الدفن الغربية

حجر عليه نقوشات قديمة

ويوجد في الموقع مسجدان قديمان يقع الأول فوق الكهف مباشرة، ويمكن رؤية محرابه فوق مدخل الكهف. أما الثاني فيقع في الساحة أمام الكهف. وقد يعود تاريخ بناء المسجدين إلى الفترة الأموية، إذ يوجد العديد من الكتابات في المسجدين وداخل الكهف تشير ألى محاولات كثيرة لإعادة بناء الأبنية وتجديدها على امتداد الفترات الإسلامية قبل هجر الموقع في مرحلة متأخرة.

وتوجد في ساحة الكهف الأمامية شجرة زيتون قديمة عند مدخل الكهف ومعالم معصرة زيتون عند زاوية المسجد الجنوبية.

مراجع للاستزادة:

- محمود العابدي، الآثار الإسلامية في فلسطين (عمان 1973).

- عبد المنعم الحياري، الإعمار الهاشمي لمقامات الأنبياء والصحابة والشهداء في الأردن (اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الصحابة والشهداء، الأردن 2008م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1015
الكل : 58506639
اليوم : 79153