logo

logo

logo

logo

logo

ابن طولون

ابن طولون

Ibn Tûlûn - Ibn Tûlûn

ابن طولون

(880-953هـ/1475-1546م)

جواد ترجمان 

 

شمس الدين أبو عبد الله، محمد بن علي بن أحمد بن طولون الصالحي الدمشقي الحنفي الذي برع في علومٍ عدة؛ منها التأريخ والفقه والمنطق والنحو والعروض، كما كان له باع في الهندسة والحساب؛ الأمر الذي جعل مؤلفاته الكثيرة تحظى بأهمية كبرى لدى الباحثين في شتى العلوم والأثرية منها خاصة، إضافةً إلى كونه شهد مرحلةً تاريخية مهمة عاصرت انتقال منطقة الشام من الحكم المملوكي إلى الحكم العثماني بما في هذه المرحلة من متغيرات عمرانية واجتماعية وسياسية.

وتُظهر أغلب مؤلفاته اهتماماً بالأماكن والبلدان، والأحداث التاريخية، الأمر الذي جعل من هذه المؤلفات ذخراً أثرياً وتأريخياً مهماً؛ ولاسيما كتابه "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية" الذي رصد ذلك الحي على سفح قاسيون الذي غدا جز اً أصيلاً من العاصمة بعد قرون.

فقد رصد ابن طولون في قلائده نواحي عظيمة من تاريخ دمشق الاجتماعي والعمراني، وكيفية نشو الصالحية [ر] والهجرة إليها، وقصد في كتابه الإحاطة بكل ما يتعلق بها، فبدأ بالحديث عن قاسيون وما يتعلق به من الروايات، وقام بوصف سفحه وصفاً دقيقاً، وما يتصل به جغرافياً، والأنهار والآبار فيه، والعمران الذي كان فيه قبيل نشو الصالحية.

وبعد أن تحدث عن الهجرات إليها أخذ يرصد حركة البنا فيها، فأرّخ لبنا الجوامع بأسمائها وأسما أصحابها، مع تقديم وصفٍ دقيقٍ لبعضها، وقدّم إحصا ً لمساجدها.

كما خصص باباً عن دُوْرِ الحديث فيها، مفرداً لكل دارٍ منها ترجمةً للقائم عليها من المُحدِّثين والمعلمين، وخصص باباً آخر عن دُوْر القرآن والحفَّاظ من أهلها ومن الواردين إليها، وقضاتها وعلمائها.

أما مدارس الصالحية فقد أفرد لها باباً صنفها فيه بحسب المذاهب السائدة، فأثبت مكان بنائها، ونسبةَ بنائها لأصحابها في إطارٍ من التحقيق والتصويب لكل ما شَابَهُ الخطأ في النسبة، ولم يُلزم المؤرخ نفسه بوصف جميعها، بل اقتصر على بعضٍ منها، مع ذكر من دَرَّسَ فيها من العلما والفقها ، بعد أن أحصى الوظائف والمهام الموكلة للقائمين على التدريس فيها، أما المدرسة العمرية [ر] فقد أفرد لها باباً مستقلاً لعِظَمِ شأنها.

وقد أحصى الخوانق والربط والزوايا، ملزماً نفسه بالمنهج ذاته في متابعة مُنشِئ البنا ، والقائم عليه، مع وصف كثيرٍ منها نقلاً ومشاهدةً، وحالها التي وصلت إليه في أيام المؤرخ.

أما الترب فقد وثّقها بأسمائها، ومن دُفن فيها من الأعيان مع ترجمةٍ له، ودأب على تحديد موقعها بأسما الحارات والأحيا التي تحيط بها، مما قدم صورةً لم يقدمها غيره من المؤرخين للنسيج العمراني، وأماكن التوضع السكاني لهذه المحلة، ولم يتغافل المؤرخ عن المنشآت الاقتصادية مثل الحمّامات التي أفرد لها باباً.

كما حدد أماكن أضرحتها ومزاراتها مع ذكر ترجمةٍ مقتضبةٍ لمن دُفن فيها وذِكر تاريخ وفاته، وما يتم في هذه الأماكن من نشاطات تعبدية، وأراد أن يُضَمِّن كتابه ما يجعله يتفرد عن أقرانه من المؤرخين؛ فأفرد باباً لمآذن الصالحية وقبابها، فأحصاها ووصفها وذكر مادة بنائها. فقدم في كتابه هذا رؤية واضحة للصالحية، بطرقاتها، وأسواقها، ونسيجها العمراني منذ نشأتها الأولى، وكتلها الفراغية، ومشيداتها، وإلى أي الفنون العمرانية يمكن نسبة ازدهارها، كل ذلك في إطار وصفي تأريخي معتمداً فيه على مشاهداته وعلى مرويات من سبقوه مثل الضيا المقدسي (ت634هـ/1237م)، ويوسف بن عبد الهادي (ت909هـ/1504م) صاحب كتاب "تاريخ الصالحية" الذي اختصره لاحقاً ابن كنان (ت1153هـ/1741م) في كتابه "المروج السندسية"، وكتاب "إنبا الغمر" لابن حجر (ت852هـ/1449م)، وكتاب "تنبيه الطالب" للنعيمي (ت927هـ/1521م).

وقد تعددت كتبه التي تقدم الفوائد في تاريخ العمارة، فيُنسب له مخطوط "ملخص تنبيه الطالب وإرشاد الدارس إلى ما في دمشق من الجوامع والمدارس"، ومخطوطٌ آخر تمت طباعته يُدعى "ضرب الحوطة على جميع الغوطة".

وقد شمَّل كتابه "مفاكهة الخلان في حوادث الزمان"- الذي أعده ليكون من كتب التأريخ على طريقة الحوليات - أخبار العمران والبنا ، إلى جانب الأحوال الاقتصادية والأسواق، وأخبار الفلك والطقس والسياسة وباقي الأخبار. كما أورد فيه عدداً من أسما الأماكن، وكذلك أسما بعض الوظائف مما لا يتيسّر للباحث أن يجده في المراجع الأخرى، وكل ذلك في المرحلة الممتدة بين سنتي (884- 926هـ/1480-1520م).

مراجع للاستزادة:

- ابن طولون، القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية (مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق).

- ابن طولون، مفاكهة الخلان في حوادث الزمان (القاهرة 1962م).


التصنيف : آثار إسلامية
النوع : أعلام
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 57
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1041
الكل : 58491720
اليوم : 64234