الأمينية (المدرسة-)

أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

الأمينية (المدرسة-)

امينيه (مدرسه)

-

الأمينية (المدرسة -)

موفق دغمان

تقع المدرسة الأمينية في دمشق قبلي باب الزيادة من الجامع الأموي المسمى قديماً باب الساعات، وهي شرقي المجاهدية بجوار قيسارية القواسين. وتعرف هذه المحلة قديماً بحارة العقاب، وكانت هناك دار الخليفة الأموي مسلمة بن عبد الملك. وقيل إنها أول مدرسة بنيت للشافعية.

بناها أمين الدولة كمشتكين بن عبد الله الطغتكيني، كان نائب قلعة بصرى وصرخد، فولي سنة 530هـ/1135م أتابكية دمشق وأوعز إلى الجميع باتباع رأيه وامتثال أمره. وكان أميراً جليلاً، مسارعاً إلى الخيرات أثنى عليه الجميع، وتوفي في دمشق سنة 541هـ/1146م وقيل سنة 540هـ. وقد ذكر النعيمي أن الأسنوي والسبكي ذكرا أن "أبا الحسن السلمي الدمشقي علي بن المسلم كان مدرساً بالغزالية، ثم ولي تدريس الأمينية سنة 514هـ/1120م". وهذا يعني أنها كانت قائمة في ذلك العام، وبذلك يمكن أن تكون قد بنيت كما ذكر ابن كثير سنة 506هـ/1112م. أوقف أمين الدولة هذه المدرسة سنة أربع وعشرين وخمسمئة ووقف عليها غالب ما حولها من سوق السلاح وقيسارية القواسين وكانت تسمى بحق الذهب لكثرة أوقافها.

لقد كان لهذه المدرسة شأن كبير بين المدارس، وقد تغيرت ملامحها خلال الفترات الزمنية المتلاحقة نتيجة التعدي عليها فتغيرت مخططاتها وأغلق بابها الشرقي الذي كان يفتح من سوق السلاح، وجعل لها باب من الشمال. وقد رممت مرات عدة، فجددت بركة الماء فيها واستخدمت مكتباً للتعليم كما يقول الشيخ بدران قبل أكثر من قرن. وعندما زارها كارل واتسينجر Carl Watzinger سنة 1335هـ/1916م كانت ما تزال قائمة وثبتها ضمن المربع (F. 4.7). وتحولت إلى مدرسة خاصة في بداية القرن العشرين، وهي اليوم وكالة تجارية.

الموقع العام

تتوضع المدرسة الأمينية اليوم على العقار 404 من المنطقة العقارية باب البريد شرقي خان الحرير وشمالي خان التتن، وهي بناء مؤلف من مجموعة من المخازن التجارية تتوزع على ثلاثة طوابق، وتطل من الداخل على ساحة سماوية. يغلب على إنشاء المبنى المواد الحديثة (البيتون المسلح)، ويعتقد أن المدخل المعقود المبني من الحجر وسبيل الماء شرقي المدخل هي الآثار المتبقية من المدرسة الأمينية.