logo

logo

logo

logo

logo

أوج خان (خان-)

اوج خان (خان)

-

أوج خان (خان -)

محمود زين العابدين

 

يقع خان أوج خان في الناحية الغربية من سوق النحاسين (المحمص) بمدينة حلب، ومدخله يواجه مدخل حمام النحاسين (حمام الست)، وكان مقراً لقنصلية ڤينيسيا ثم للقنصلية البلجيكية، وفي سنة 1016هـ/1607م جعل مقراً للقنصلية الهولندية.

المسقط الأفقي لخان أوج (النحاسين)

يعرف الخان بأكثر من اسم، مثل خان خايربك وخان العطشان، وخان النحاسين، أما "أوج" فهي كلمة تركية معناها "ثلاثة"، ويقصد بها هنا الخانات الثلاثة، لكونه يتألف من ثلاثة خانات متصلة ببعضها، وقد شيّده نائب السلطنة المملوكية خاير بك، آخر حكام حلب في العصر المملوكي (920هـ/1515م)، إبان رجوع والي حلب محمد باشا دوقاكين إلى الأستانة، وقد حوله إلى أوقافه كما هو حال خان الفرايين وقيساريته.

مدخل الخان

للخان واجهة حجرية مبنية بالحجر الأبلق [ر] (الأبيض والأسود) يفتح بها نوافذ يعلوها مزررات، وبها كتلة مدخل ضخمة تتألف من حنية رأسية غائرة معقودة بشكل قوس مدببة يفتح بصدرها فتحة باب واسع ينتهي بعقد مملوكي مدبب مكون من الحجر الأبلق يحيط به إفريز حجري عليه زخارف متكررة لنصف زهرة غائرة، ويغلق على الفتحة باب حديدي ضخم يدخل منه لدهليز طويل يغطي جزءاً منه قبة محمولة على أربعة عقود تحمل رقبة القبة التي يفتح بها أربع نوافذ، ويتوزع على جانبي الدهليز عدد من المحلات التجارية قبل أن يفضي مباشرة إلى الفناء الواسع.

دكاكين موزعة تفصل بينها أقواس

يتألف الخان من طابقين محيطين بصحن الخان، الطابق الأرضي محلات تجارية، أما الطابق العلوي فتشغله مستودعات، وكان يُشغل بوصفه مسكناً للقنصلية البلجيكية، وبيت القنصل البلجيكي أدولف بوخه A. Bocha. ويعد هذا البيت أشبه بمتحف يحوي صالات عدة منها مكتب القنصل، وغرفة معيشته، وصالة الطعام الضخمة، وغرف الاستقبال والنوم، وهناك مكتبة بوخه الطبية والتاريخية الغنية، والغرف الحاوية للتحف الغربية من الشرق والغرب مثل الأيقونات والساعات الجدارية والتماثيل واللوحات الزيتية والأعمال النحاسية وغيرها، ويتميز البيت بهدوئه العميق وصلته بالتاريخ وانعزاله عن جو الخان. أما في وضعه الحالي فالسكن بات مغلقاً ولا يمكن زيارته إلا بإذن خاص.

نقوش وزخارف وأقواس جميلة

ويتم الصعود إلى الطابق العلوي عبر ثلاثة أدراج. وفي صدر الخان على الواجهة الشرقية رنك كتابي نقش عليه "كف يد - مشاء الله 1877".

نقوش مملوكية فوق بوابة الخان

هناك لوحة رخامية في مدخل الخان كتب عليها: "اطلبوا العلم ولو في الصين"، وقد أقيمت هذه اللوحة بمناسبة زيارة المستشرق المجري الشهير شاندور كوروشي Chandor Koroshi (1784-1842م) لمدينة حلب في الفترة الواقعة ما بين 13 نيسان/إبريل - 19 أيار/مايو 1820م في طريقه للبحث عن الموطن الأصلي للشعب المجري.

الخان من الداخل

داخل الخان مجدد، لكن بابه القديم ما زال قائماً، وهو محاط بإطار ذي زخرفة رائعة. كما يُلحظ وجود بعض الأبنية الطفيلية داخل الخان، إضافة إلى انتشار البضائع في صحنه، وقد حجبت الستائر القماشية التي علقت على واجهات المحلات - لحماية بضائعها من العوامل الجوية - الكثير من جماليات العمارة الداخلية للخان الذي لم يبقَ منه جزء مميز سوى مدخله الذي يتميز بزخارفه الهندسية والنباتية الدقيقة والجميلة، وعلى جانبيه عمودان مدمجان بزخارف حجرية مضفورة، وفي أعلى قوسه المدببة نقش كتابي يشير إلى تجديد الخان من قبل خاير بك، من دون أن يذكر التاريخ فيه.

الدهليز

 

مراجع للاستزادة:

- نجوى عثمان، الآثار والأوابد التاريخية في حلب وكلس وغازي عنتاب، برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي (2010).

- Abdallah HADJAR, Historical Monuments of Aleppo (Aleppo, 2000), Translated by: Khaled Aljbaili.


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1021
الكل : 58507023
اليوم : 79537