logo

logo

logo

logo

logo

الحنطة (خان-)

حنطه (خان)

-

 الحنطة

الحنطة (خان -)

 

 

يقع خان الحنطة في مدينة اللاذقية القديمة، في منطقة حي العوينة العقارية، في محلة القلعة غرب الجامع الجديد. يحده من الجنوب شارع الغافقي، ومن الغرب شارع عمر بن الخطاب ، ويفصله عن الجامع الجديد زقاق بلاط الشهداء، وإلى الغرب منه تقع ساحة أوغاريت، وإلى الشرق حديقة الغافقي. ومن المباني الأثرية المهمة المجاورة له: الدار العلائية وقنطرة الصباغين.

الموقع العام (الكادسترائي) لخان الحنطة

سميَّ بـ «الخان الجديد» لوقوعه بالقرب من الجامع الجديد الذي بناه سليمان باشا العظم؛ ولقربه من القهوة الجديدة اعتماداً على ما ذُكِر في وثيقةٍ مؤرخة لسنة 1325هـ/1907م، وبـ «خان الحنطة»؛ لأنه كان يستخدم مستودعاً لحفظ القمح (الحنطة) ومركزاً للإتجار به بوصف أنَّ ريف اللاذقية كان ينتج مادة الحنطة ويصدرها إلى الخارج، وهذا ما يسوغ وجود الخان في وسط المدينة التجاري على مقربة من المرفأ.

مسقط الطابق الأرضي
مسقط الطابق الأول

تاريخ بناء الخان غير محدد على وجه الدقة، إلا أنّه يعود إلى العصر العثماني؛ إذ ذُكِره في وثيقة مؤرخة سنة 1139هـ/1726م، ووثيقة سنة 1287هـ/1870م في قضية بيع دكان مجاور له، لكنها لم تحدّد مكانه، كما ذُكِرَ في وثيقة أحدث سنة 1907م؛ مما يَدُل على أن الخان قد حافظ على وظيفته حتى أواخر العصر العثماني؛ على الرغم من الأزمة الخانقة التي عانتها اللاذقية نتيجة قلة المحاصيل سنة 1292هـ/1875م؛ حين بدأ الخان يفقد أهميته على الصعيد التجاري.

والخان ملكية خاصة؛ إذ كان يملكه عمر آغا بن المرحوم حسين بك الشهير بابن الدوكير؛ بالاشتراك مع أولاد مصطفى بك بن قبلان باشا المطرجي أمير اللاذقية في آخر القرن 11هـ/17م، ثم استثمر الخان لاحقاً آلُ شيبون. وفي مرحلة الاحتلال الفرنسي أصبح الخان ملكاً لعائلة شريتح، واستخدم مكتباً ومقهىً؛ والطابق الأول فندقاً. أما الجزء الغربي من الخان فاستخدم للسكن، وجميع غرف الخان المطلة على الشارع الرئيسي (شارع العواميد) تحولت إلى محلات تجارية بعد أن انفصلت عنه؛ وفتحت أبوابها على الشـارع الرئيسي، وهو ما يؤكده المؤرخ الفرنسـي جاك ويلرس Jack W. في مخططٍ رسمه لمدينة اللاذقية حيث يظهر الفراغ التجاري وقد تحولت وظيفته؛ وكذلك غرف الطابق الأرضي الموازية لشارع الأعمدة إلى حوانيت.

منظر علوي عام للخان الواجهة الجنوبية الغربية الفناء والواجهة الداخلية الشمالية

استمر الخان في وظيفته التجارية حتى سنة 1972م، وتحول إلى وضعه الحالي مستودعاً لتجارة المعادن من حديد ونحاس وخرداوات وغيرها.

أكدت وثائق عثمانية وجود «حاكورة» تتبع الخان أمام بابه، تشتمل على أشجار الزيتون والتوت ومنافع ومرافق، وقد زالت مع الأيام. واعتماداً على وثيقة ممهورة بتاريخ سنة 1139هـ/1726م يتبين أنّ الخان كان يتألف من طابقين: أرضي يحوي ساحة سماوية وأواوين داخلها غرف، كما يحوي بائكة كبيرة وبئر ماء وأروقة ومقهى ودرجين حجريين يُصعد منهما إلى الطابق العلوي الذي يضم ست غرف.

حافظ الخان على مسقطه الأصلي ساحة مفتوحة، تتوزع حولها غرف الخان المختلفة، مع أربعة أدراج تُفضي إلى الطابق العلوي؛ إضافة إلى مدخلين متعامدين: الرئيسي يفتح بالواجهة الجنوبية، في حين أنّ المدخل الثانوي يفتح بالواجهة الشرقية.

الواجهة الجنوبية الشرقية الجناح الشمالي في الطابق الأول الواجهة الداخلية الجنوبية الغربية

ومساحة الخان تقارب 1300م2، وهو مبني من الحجر الرملي، وينقسم إلى طابق أرضي وأول وملحق. والطابق الأرضي فيه اختلاف في مستوى الأرضية؛ يتضمن جزؤه الجنوبي ستة عشر محلاً تجارياً تفتح مباشرةً على الشارع الرئيسي، اقتُطِعت عبر الزمن من البناء الأصلي، إضافة إلى اثني عشر محلاً ومستودعاً تتحلق حول الساحة الداخلية، ذات أبعاد ومساحات مختلفة، مع سبعة فراغات يُوصَل إليها بشكل غير مباشر من الساحة والزقاق الغربي.

المدخل المعقود التغطية بالقبوة الحجرية الأسطوانية

ويتألف الطابق الأول من تسع غُرف تُطِلُّ على الساحة الداخلية عبر ممر، ثلاث منها في الجزء الجنوبي، وست في الجزء الشمالي، أُضيفت في فترة الاحتلال الفرنسي غرفاً للإقامة (فندق)، وبُني ممر يصل بين هذه الغرف وبين الغرف الجنوبية التي هي من أصل بناء الخان، وثمّة ثلاث عشرة غرفة يتم الوصول إليها عبر أدراج ثانوية، إضافة إلى درجٍ يُوصِلُ إلى الطابق الأعلى، ويتضمن غرفتين مع موزعهما. أما الجِمال والخيول فكانت تبقى في ساحة الخان، ومساحتها تقارب 400م2، وبالنظر إلى أبواب غرف الطابق الأرضي يُلاحظ أنها قليلة الارتفاع؛ مما ينفي أنها كانت معدة للدواب، بل كانت مخازن للحنطة.

وغرف الخان مسقوفة بالقبوات الحجرية السريرية أو المتقاطعة، أو مستوية السقف، وبعض غرف الطابق الأول مغطاة بأسقف خشبية.

مقطع طولي
الواجهة الشرقية
الواجهة الجنوبية الرئيسية

يمتد الخان على طول 60م بواجهته البسيطة ذات الطابقين التي يمكن أن يُقرأ فيها المراحل التاريخية المختلفة التي مرت على عمارة الخان، بدءاً من الأعمدة الرومانية الغرانيتية الرمادية اللون التي كانت تزين الشارع الروماني الرئيسي المتجه من الشرق إلى الغرب، فهي ما زالت باقية حتى اليوم مُندمِجةً في الواجهة الجنوبية لخان الحنطة تفصل بين المحلات التجارية. وهناك 13عموداً من الغرانيت بارتفاع 5,35 م، وقطر 0,64م، مغمورة حتى نصفها تقريباً. وهذه الأعمدة ما زالت في مكانها الأصلي، تعلوها واجهة الطابق الأول التي تتألف من سلسلة من خمسة عقود مدببة متتالية تستند إلى الأعمدة الغرانيتية في الطابق الأرضي، وهي تتضمن سبع نوافذ بسيطة مستطيلة الشكل، تعلوها نافذتا غرفتي السطح. أما الجزء الغربي من الواجهة فيتضمن خمس نوافذ يعلوها ساكف بيتوني. وتمتاز الواجهة الرئيسية بالتقشف؛ فهي خالية من النقوش والزخارف.

والواجهات الداخلية التي تُحيط بالساحة الداخلية بسيطة، وفي الطابق الأرضي عقود مدببة أو نصف دائرية، وفي الطابق الأول فتحاتها مستطيلة الشكل، يعلو كلاً منها ساكفٌ حجري.

هلا أصلان

 

مراجع للاستزادة:

- هاشم عثمان، صفحات من تاريخ اللاذقية (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٦م).

- خضر عمران، الأوضاع الاجتماعية في لواء اللاذقية ١٨٧٠-١٩١٩م، ج١ (وزارة التعليم العالي، ٢٠٠٦-٢٠٠٧م).


التصنيف :
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58492558
اليوم : 65072