logo

logo

logo

logo

logo

الدادا (بيت-)

دادا (بيت)

-

 ¢ الدادا

 

 الدادا (بيت -)

 

يقع في دمشق القديمة داخل السور في منطقة باب توما، ويُدخَل إليه من مدخلين كلاهما في واجهته الرئيسية المطلة على طريق القشلة المتفرع من ساحة باب توما، تبلغ مساحة العقار نحو 935م2، وهو إلى الجنوب من الدير الإسباني (كنيسة اللاتين)، وتؤكد الكتابة الموجودة في الإيوان أن الدار كانت مقراً للقنصلية الإسبانية منذ سنة 1326هـ /1908م، لكنها كانت تعود قبل الحرب العالمية الأولى إلى أسرة الدادا؛ ولهذا السبب تعرف باسم بيت الدادا.

موقع بيت الدادا داخل سور مدينة دمشق القديمة

افترض شتيفان فيبر S. Weber أنه قد يكون بيت شلهوب الذي ذكره نعمان قساطلي في كتابه «الروضة الغناء في دمشق الفيحاء»، ويعود البناء الحالي إلى النصف الثاني من القرن 13هـ/19م، نحو 1267هـ/1850م، وثمة تشابه كبير بين بيت الدادا وبيت شامية وبيت اليوسف؛ إذ تنتمي جميعها إلى المدرسة المعمارية ذاتها. الرسومات الجدارية في البيت رائعة، وتضمنت مشاهد لمدن بما فيها إسطنبول؛ لكن حالتها سيئة، وقد وصف نعمان قساطلي بيت شلهوب: «ومن الدور الحديثة في حي النصارى ما بين باب توما وطالع القبة دار حبيب أفندي الصباغ بناها المرحوم متري أفندي شلهوب، وتم بناؤها سنة 1866م، وهي متسعة جداً مرصوفة بالرخام فيها كثير من الأعمدة المرمرية البيضاء وكثير من المقاصير والحجر والقاعات الجميلة المزخرفة، وحديقتها تحتوي على أجمل الأزهار، ولما توفي بانيها اشتراها حبيب أفندي صباغ بأربعة آلاف ليرة».

ارتأى واتسينجر و ولتسينجر أن الحظ قد حالفهما لكي يقيما في البيت سنة 1917م لمدة تنوف على السنة، وعدّاه «أجمل بيت في الحي الشرقي وأكبره، فهو يمثل نموذجاً للبيت الواضح والمتكامل».

يتميز المدخل الغربي المعقود بعقد حجري نصف دائري بطرازه الحديث المختلف عن أبواب بيوت دمشق القديمة؛ من حيث تفاصيل إطاره الحجري و«المندلون» البيضوي المزخرف الذي يعلوه، وهو يفتح على قاعة مدخلٍ يُفضي إلى الفسحة الرئيسية. أما المدخل الشمالي ذو الساكف المستقيم فلا يختلف عن مثيلاته في المدينة؛ بيد أن المندلون المعقود بعقد حجري نصف دائري أغلق؛ ليكون خلفية حملت شعار النبالة الإسباني الذي وضع عندما كان البيت مقر القنصلية الإسبانية في النصف الثاني من القرن 13هـ/19م، وما يزال موجوداً حتى الآن.

مسقط الطابق الأرضي

يؤدي المدخل إلى الفسحة السماوية الصغرى، وهي مفروشة بالرخام؛ وتتوسطها بركة رخامية صغيرة مثمنة الشكل، أمّا الفسحة الرئيسية التي تتصف بالتناظر الكامل فتبلغ أبعادها(14,60×16,40م)، ومساحتها تبلغ نحو 240م2. رُصفت أرضية الفسحة ببلاطات الرخام، يتخللها بعض التبليطات المركّبة بتشكيلات هندسية من الرخام المشقف؛ ولا سيما أمام الإيوان، ويتخللها في أماكن أخرى تكوينات بسيطة ببلاطات الحجر المزي والبازلتي، وتتوسط الفسحة بركة اثنتا عشرية من الرخام المشقف.

تعلو الأبواب التي تنفتح على الفسحة السماوية في الطابق الأرضي «مندلونات» بثلاث فتحات تحددها، وتغطي المسافة بينها وبين قوس الباب تشكيلات نحتية تزيينية من عناصر نباتية غائرة ونافرة من الحجر.

المدخل الشمالي لبيت الدادا

المدخل الغربي لبيت الدادا

يتوضع الإيوان الرئيسي جنوب الفسحة في منطقة وسطية بين الإيوانين الجانبيين، والإيوان بسيط لا يحوي زخارف جدارية وسقفه مميز، ويتضمن الجدار الجنوبي (الصدراني) للإيوان ثلاث خزائن جدارية معقودة بسيطة وقليلة العمق، ويغطي القسم العلوي للوسطية منها لوحة رخامية؛ منقوشة بالكتابة الإسبانية، وتتضمن اللوحة قسمين: علوي حمل شعار التاج الإسباني، وسفلي يتضمن النقش الكتابي المؤلف من ثلاثة أسطر مكتوبة، والرابع تضمن فقط تاريخ 1908م.

اللوحة التأريخية في إيوان بيت الدادا

يعلو باب القاعة يسار الإيوان عناصر تزيينية من الخشب الملون بأسلوب العجمي، تضمنت حشوة عليها نص كتب فيه: «ويا خالق اجعل لي عن الخلق معزلا»، وهذه العناصر الخشبية مضافة؛ لكونها قد أخفت خلفها العناصر الحجرية المنحوتة البديعة التي تغطي ساكف الباب؛ والذي يناظره بالجهة المقابلة العناصر الحجرية ذاتها من دون التغطية الخشبية.

تتميز القاعتان يمين الإيوان ويساره بالرسومات الجدارية والأسقف الخشبية التي تحمل زخارف نباتية، كما تطل على إيوانين شرقي وغربي، لكن الأسقف بحالة سيئة من الحفظ، وقد زال معظم الرسوم الجدارية، وتخرب بفعل الزمن، وتتميز القاعة الغربية بأنها ذات طزر (إيوان)، وبأنها تحتوي على «قنصلية» من الحجر المنحوت؛ تتألف من طاولة حجرية جدارية ذات انحناء بسيط تستند فوقها مرآة، كما تتضمن القاعة بركة من الرخام الأبيض ذات شكل شبه بيضوي يتكون من قوسين متقاطعتين.

يتوسط كلاً من الواجهتين الغربية والشرقية للفسحة السماوية درج يؤدي إلى الطابق العلوي. يتوضع المطبخ في الزاوية الشمالية الشرقية، ومازالت عناصره التقليدية قائمة فيه، وتتصل بالمطبخ جنوباً فسحتان الأولى صغيرة تحوي درجاً مكشوفاً يؤدي إلى الطابق العلوي، والثانية أكبر؛ وهي الحديقة الشرقية، تحوي نافورة وأشجاراً، وقد احتوت سابقاً زريبة صغيرة للحيوانات.

نماذج التكوينات الرخامية التي تزين الفسحة السماوية الرئيسية

يتوضع القبو في الجهة الشمالية، ويُنزَل إليه من درج داخلي جوار المطبخ، وسقف القبو من القبوات الحجرية المتصالبة.

باب القاعة بجانب الإيوان
الإيوان الجانبي
صحن الدار
الإيوان الرئيسي

أما الطابق الأول فيتكون من عشر غرف؛ أربع منها متداخلة، ومشرقة، ويطل الطابق الأول على الفسحة السماوية بشبابيك بسيطة ذات شكل مستطيل. تعود ملكية البيت إلى الطائفة اللاتينية وقف الرهبان الفرنسيسكان المعروفة بتيراسانطة، ويمكن ترتيب استخداماته كما يأتي: بيت متري أفندي شلهوب، فبيت حبيب أفندي الصباغ، فبيت الدادا، فمقر القنصلية الإسبانية في النصف الثاني من القرن 13هـ/19م، فمكتب ولتسنجر وواتسينجر ومقر الإدارة الألمانية المحلية خلال الحرب العالمية الأولى، فعيادة طبيب ومشغل بين سنتي 1975 - 1980م؛ بناءً على الجرد الذي قامت به دوروتيه زاك، فورشة أعمال خشبية لآل الخياط، وتعود ملكية البيت حالياً إلى شخص من آل الحداد، وهو مغلق وغير مستخدم، وحالة البيت اليوم سيئة، ويحتاج إلى الترميم وإظهار معالمه الأثرية.

أحمد الدالي

مراجع للاستزادة:

- كارل ولتسينجر وكارل واتسينجر، الآثار الإسلامية في مدينة دمشق، تعريب قاسم طوير (دمشق١٩٨٤م).

- زكريا محمد كبريت، البيت الدمشقي خلال العهد العثماني، ج2 (مطبعة الصالحاني، دمشق2009م).

- نعمان قساطلي، الروضة الغناء في دمشق الفيحاء (دار الرائد العربي، بيروت 1982م).

- Stefan. WEBER, Damascus Ottoman Modernity and Urban Transformation (1808-1918), vol. II, Proceedings of the Danish Institute in Damascus, IV, 2009

 


التصنيف :
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58492776
اليوم : 65290