logo

logo

logo

logo

logo

الخيرية حسن (مدرسة-)

خيريه حسن (مدرسه)

-

 الخيريّة حُسْن

الخيريّة حُسْن (مدرسة -)

 

إحدى مدارس طرابلس الشام المملوكية، في محلّة «سُوَيقة النُّوري»، بالقرب من الجامع المنصوري الكبير في وسط طرابلس القديمة.

وهي منسوبة إلى سيّدة تُدعَى «حُسْن» شقيقة نائب السلطنة بطرابلس الأمير سيف الدين أَسَنْدَمُر الكُرْجي، وزوجة نائب السلطنة بطرابلس أيضاً الأمير سيف الدين قُطْلُوبَك المنصوري ويُعرف بـ »قُطْلُوبَك الكبير». وقد ولّاه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون نيابة طرابلس في سنة 700هـ/1300م، فلم يرغب في الاستمرار بها وطلب الانتقال منها، فتولّى نيابتها الأمير أسندمر (701 - 709هـ/1301 - 1309م)، وفي أثناء إقامته القصيرة بطرابلس بنى الأمير مسجداً صغيراً، وقد مات في سنة 716هـ/1316م، فأتت به زوجته ودفنته في تربة المسجد، وحوّلت المسجد إلى مدرسة، ووقفت لها أوقافًا، ولهذا سُمّيت بمدرسة الخيرية حُسْن.

 

والمدرسة مستطيلة الشكل، تطلّ واجهتها إلى الجنوب على الطريق الذي يفصلها مباشرة عن قاعة بهو الجامع المنصوري الكبير. وفي وسط الواجهة المشيدة من مداميك الحجر الكلسي مدخل المدرسة ضمن قوصرة (تجويف) مُحاطة بإفريز ناتئ من المقرنَصات المسطّحة، وقوس قوصرة الباب المدبب عُملت صنجاتها من الحجارة البيضاء والسوداء بالتناوب (الأبلق). أمّا تجويف البوابة فهو خالٍ من الزخرفة، ينصفه باب مستطيل شُيدت مداميك جوانبه من الحجر الأبلق، يعلوه ساكف مستقيم من الحجر الكلسي، ثم شريط حجري مزرر من الأبلق أيضاً. ويتوسط أعلى هذا الشريط الزخرفي لوحة زخرفية كتابية بأبعاد 85×62سم، نُقشت عليها وقفية السيدة حُسْن على المدرسة من ستة أسطر، حدّدت فيها نواحي الوقف بأجزاء معلومة من مصبنة ومعصرة وطاحون وبستان وسوق ودير ومخزن بقيسارية الإفرنج، وذلك في أماكن متفرقة من طرابلس وقرى بأقضية الكورة والبترون والزاوية.

 

المدخل

 

وتنفتح في واجهة المدرسة على جانبي البوّابة ثلاث نوافذ متماثلة في أبعادها وزخارفها ومغطاة بالمشبكات المعدنية، يحيط بكل واحدةٍ منها إطار من الحجر الأبلق، ويعلوها ساكف مستقيم من الحجر الكلسي، يعلوه شريط حجري مزرر من الأبلق. وينصّف أعلى النافذة الشرقية منها شباك صغير معقود بعقد نصف دائري، وكذلك يتوسط أعلى النافذتين الغربيتين شباكان صغيران يتوسط أعلاهما شباك معقود أيضاً.

واللافت للنظر أن هذه المدرسة لا قبّة لها كبقيّة المدارس؛ فسقفها مستوٍ. أما حجرة الضريح -وفيها التربة- في الجهة الشمالية على يمين الداخل من البوّابة فقد سقفت بقبوة متقاطعة مدببة منتهية بزهرة نجمية. وأما قاعة المدرسة (المدخل) فقد سقفت بقبوة متقاطعة منتهية بفتحة مثمنة، وكذلك قاعة حرم المسجد سقفت بالقبوة المتقاطعة المدببة نفسها، وجُعل في وسط واجهتها الجنوبية محراب ذو حنية نصف دائرية، وقد ارتكزت جميع القبوات على دعامات ركنية.

عمر عبد السلام تدمري

 

مراجع للاستزادة:

- عمر تدمري، تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (مطابع دار البلاد، طرابلس 1974م).

- Robert Saliba, Tripoli The Old City (AUB Publications, Beirut 1992).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58491506
اليوم : 64020