logo

logo

logo

logo

logo

دانيال

دانيال

-

 

دانيال

 

دانيال أو دانئيل هو الشخصية الرئيسة في الأسطورة الأوغاريتية التي تحمل الاسم نفسه (أو اسم ابنه أقهات [ر])، ويعني باللغة الأوغاريتية «إيل قاضي»، علماً أن «إيل» كان كبير الآلهة الأوغاريتية ووالدها، ويدخل اسمه في تركيب الكثير من أسماء العلم القديمة. قام بنشر الأسطورة التي عُثر عليها مكتوبة على ثلاثة ألواح طينية، وترجمها لأول مرة بعد اكتشافها الفرنسي شارل فيرولّو C. Virolleaud في سنة ١٩٣٦م.

تصف الأسطورة دانيال بأنه كان قاضياً عادلاً حكيماً يحكم بالعدل بين الناس وينصف الأرامل واليتامى عند بوابة المدينة، وتقول إنه كان عديم النسل ليس لديه ولدٌ ذكرٌ يرثه ويقيم طقوس الموتى لأسلافه، على الرغم من أنه كان يقوم بواجباته تجاه الآلهة على أكمل وجه ويقدم لها الأضاحي بانتظام. وفي يومٍ من الأيام أشفق عليه الإله «بعل» وتوسط له لدى «إيل» الذي استجاب لوساطته بعد سبعة أيام، وجعل زوجة دانيال تحمل وتلد له ولداً سمَّاه أقهات. وهو بذلك يشبه «إتانا» ملك مدينة كيش الرافدية الذي كان عديم النسل أيضاً، وقام برحلة إلى السموات العُلا للحصول على «نبتة الولادة» لزوجته العاقر. وعندما شبَّ أقهات أهداه إله المهن والفنون «كوثار وخسيس» قوساً ليصطاد بها، ولمَّا رأت «عنّات» (إلهة الحب والحرب والخصب في أوغاريت، شبيهة إنانا السومرية وعشتار البابلية) القوس أُعجبت بها، فعرضت على أقهات الذهب والفضة والحياة الأبدية مقابل أن يعطيها القوس، لكنه رفض ذلك وقال لها إن النساء لا يُحسنَّ استخدام القوس والحرب والقتال، فغضبت منه ودبَّرت مقتله على يد الطائر الأسطوري «يطفان». وقد أدى هذا إلى حزنٍ شديد لدانيال الذي طلب من الإله بعل (إله الخصوبة والأمطار والرعود والبروق) عدم إرسال الأمطار إلى الأرض والبشر حزناً على أقهات واستجاب بعل لذلك، وعمَّ الجدب والقحط الدنيا سبع سنوات طوال. فيما بعد قامت «فوغات» ابنة دانيال بالثأر لأخيها وقتلت «يطفان». إن هذه الأسطورة ماهي إلا تعبير عن تعاقب فصول السنة وتغيُّرات الجو التي كانت تحدث في سورية في العصور القديمة وما زالت حتى الآن. ويُعتقد أن هذه الأسطورة هي الأساس لقصص ولادة شخصيات ورد ذكرها في العهد القديم، كقصص ولادة شمشون وصموئيل وغيرها.

وهناك شخصية أخرى قديمة تحمل اسم دانيال هي شخصية مفسر الأحلام الذي زُعِم أنه هُجِّر إلى بابل في القرن السادس قبل الميلاد مع من هُجِّر من فلسطين سنة ٥٨٦ق.م، وأصبحت له مكانة مرموقة في البلاط البابلي بعد أن فسَّر حلم الملك نبوخذ نصَّر الثاني، وتم تنصيبه وزيراً في بلاط الملك الفارسي الأخميني قورش الثاني بعد احتلال بابل من قبل الفرس الأخمينيين في عام ٥٣٩ق.م مكافأة له على خدماته لهم، وذلك وفق رواية العهد القديم، وسُمِّي أحد أسفار العهد القديم باسمه (سِفر دانيال) الذي كُتبت بعض إصحاحاته باللغة الآرامية، وكُتبت أجزاء من البداية والنهاية باللغة العبرية كي تسهل مهمة قبوله بين الأسفار اليهودية المقدسة. تم تدوين هذا السفر بصيغته النهائية ما بين سنتي ١٦٨-١٦٥ق.م، أي في عهد الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع.

تحول اسم «دانئيل» الأوغاريتي في اللغة العربية إلى دانيال، وأصبح منتشراً في اللغات الأوربية الحديثة نقلاً عن العهد القديم بصيغة «دانييل» Daniel.

عيد مرعي

).

مراجع للاستزادة:

- J.C.L. Gibson, Canaanite Myths and Legends (Edinburgh 1978).

- B. Maralit, The Ugaritic Poem of AQHT: Text, Translation, Commentary, (Berlin 1989

 


التصنيف :
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1036
الكل : 58491841
اليوم : 64355